مسابقة ليالي الخير 6 | الحلقة 7
يمانيون حول الرسول ... "عمرو بن معد يكرب الزبيدي" ... فارس العرب والإسلام

عمرو بن معد يكرب الزبيدي – الصحابي أبو ثور – كان أمير قبيلة زبيد اليمنية، شاعرًا وفارسًا، واشتهر بشجاعته وفروسيته حتى لُقِب بفارس العرب والإسلام. وكان له سيف اسمه الصمصامة، وقد شارك في المعارك الإسلامية في الشام والعراق، وشهد معركة اليرموك والقادسية، ولم يتخلف عن الحرب مع المسلمين ضد أعدائهم قط.
كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي طويل القامة وقوي البنية، وحتى إن عمر بن الخطاب قال فيه: “الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو”، معبّرًا عن إعجابه بعظمة خلقه.
إسلامه:
مما يُروى عن إسلامه، قال لصديقه قيس بن مكشوح عندما بلغهما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم):
“قد ذُكر لنا أن رجلاً من قريش يُدعى محمد، قد خرج في الحجاز ويزعم أنه نبي. فانطلق بنا إلى لقائه لنطلع على أمره، فإن كان نبيًا كما يقول فلن يخفي عليك ذلك، وإن لم يكن كذلك؛ علمنا.”
فرفض قيس ذلك، فذهب هو إلى المدينة، ونزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبي فأسلم. وقيل إنه جاء إلى المدينة ضمن وفد من قومه من قبيلة زبيد، فأسلموا جميعًا.
شجاعته ووفاته:
في يوم اليرموك، حارب بشجاعة واستبسال حتى انهزم الأعداء وفرّوا أمام جند الله. وقبيل معركة القادسية، طلب سعد بن أبي وقاص مددًا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستعين به في حرب الفرس، فأرسل أمير المؤمنين إلى سعد رجلين فقط، هما: عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد، وقال في رسالته لسعد: “إني أمددتك بألفي رجل.”
وعندما بدأ القتال، ألقى عمرو بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمينًا ويسارًا، فلما رآه المسلمون هجموا خلفه يحصدون رؤوس الفرس. وقال لهم: “يا معشر المهاجرين، كونوا أسودًا أشداء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس.”
فلما رآه أحد قادة الفرس يشجع أصحابه، رماه بنبلة؛ فأصابت قوسه دون أن تصبه، فهجم عليه عمرو فطعنه، ثم أخذ رأسه بين صفوف المسلمين، وقال لهم: “اصنعوا هكذا.” وظل يقاتل حتى أتم الله النصر للمسلمين.
معركة نهاوند:
عندما استعصى فتح نهاوند على المسلمين، أرسل عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن، قائد الجيش، قائلًا: “استَشِر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب، وشاورهما في الحرب، ولا تولّهما من الأمر شيئًا، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته.”
وقاتل عمرو في هذه المعركة أشد قتال حتى كثرت جراحه، ففتح الله نهاوند على المسلمين، وظفر عمرو في تلك المعركة بالشهادة، ودفن في قرية رُوذَة من قرى نهاوند.