مسابقة ليالي الخير 6 | الحلقة 16
أول رامٍ في الإسلام.. سعد بن أبي وقاص

سعد بن أبي وقاص، أحد أعظم الصحابة وأول من رمى بسهم في سبيل الله، ومن المبشرين بالجنة. كان من أوائل من اعتنقوا الإسلام، إذ يُقال إنه الثالث أو السابع من أسلم، وقد واجه معارضة شديدة من أهله، خاصة والدته التي هددته بعدم تأمين قوت يومه إن استمر في دينه. هاجر سعد إلى المدينة مع أخيه عمير قبل البعثة النبوية، واستقر في منزل عتبة بن أبي وقاص ببني عمرو بن عوف. رافق النبي ﷺ في جميع معاركه، وبرز بمهارته في الرماية حتى خاطبه النبي قائلاً: “ارم فداك أبي وأمي”. شارك في معارك بدر وأحد والخندق والحديبة وخيبر وفتح مكة، وكان من الفرسان الذين يحرسون النبي في مغازيه، حيث رمى بسهمه منذ أوائل الهجرة.
في معركة بدر، أظهر شجاعة بالغة رغم فقده لأخيه عمير وسيفه المعروف بـ”ذا الكتيفة”، كما أنه أسر أسيرين في تلك الغزوة. في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، اعتمد عليه كقائد عسكري بارز، فقاد الجيوش في مواجهة الفرس في معركة القادسية وانتصر عليهم، وأسهم في فتح مدائن كسرى بالعراق. كما كان من أوائل ولاة الكوفة التي أسسها عمر عام 17 هجرية، وكان من الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر لاختيار الخليفة من بعده.
وبحسب روايات ابنته عائشة، كانت له رؤيا حثته على الإسلام، فاستجاب لدعوة النبي بعدما رأى نورًا في المنام، مما أكسبه مكانة خاصة بين أصحابه. وعلى الرغم من الفتن التي اندلعت بين علي ومعاوية، اعتزل سعد الفتنة وتمسك بمبادئه وقيمه الإسلامية حتى رحيله في سنة 55 هجرية في العقيق خلال خلافة معاوية بن أبي سفيان، حيث حمل إلى المدينة على رقاب الرجال وصلى عليه مروان بن الحكم. تظل سيرته منارة للشجاعة والإيمان والوفاء، ومثالاً يحتذى به في تاريخ الفتوحات الإسلامية.
الفائز في الحلقة