مسابقة ليالي الخير 6 | الحلقة 24

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني: فقيه الوسطية والاعتدال

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني (1921-2021) يُعد أحد أبرز علماء الفقه والشريعة في اليمن، واشتهر بمنهجه الوسطي واعتداله في القضايا الفقهية والمذهبية. وُلد في صنعاء ونشأ في بيئة علمية ودينية أثرت على مسيرته العلمية، حيث تلقى تعليمه على يد كبار علماء اليمن، ومن بينهم والده القاضي محمد بن علي العمراني، الذي كان أحد تلاميذ الإمام الشوكاني، وهو ما جعل القاضي العمراني امتدادًا لمدرسة فقهية تجمع بين المذهبين الشافعي والزيدي.

كان القاضي العمراني معروفًا بعلمه الغزير وانفتاحه على المذاهب الفقهية المختلفة، فكان مرجعًا فقهيًا في اليمن يُستفتى في قضايا الفقه والحديث والتفسير. اتسمت آراؤه الفقهية بالاعتدال، حيث رفض التعصب المذهبي ودعا إلى التقارب بين المذاهب الإسلامية، واشتهر بفتواه بعدم تكفير أتباع المذهب الزيدي، وهو موقف أسهم في التخفيف من التوترات الطائفية داخل اليمن.

عُرف القاضي العمراني بتواضعه وسعة علمه، وكان من العلماء القلائل الذين اجتمع حولهم الناس من مختلف المذاهب والاتجاهات الفكرية. لم يكن مجرد مفتي أو فقيه، بل كان معلمًا ومصلحًا، حيث كرّس حياته لنشر العلم وتعليم الطلاب في المساجد والمدارس العلمية. كما كان له دور كبير في تخريج أجيال من العلماء الذين ساروا على نهجه الوسطي، فكان أحد أبرز العلماء الذين أثروا في الفكر الفقهي في اليمن.

رغم رحيله في 12 يوليو 2021، إلا أن إرثه الفكري والفقهي لا يزال حاضرًا من خلال فتاواه وآرائه التي تدعو إلى الوحدة الإسلامية ونبذ التعصب. ترك القاضي العمراني بصمة واضحة في الحياة العلمية والدينية في اليمن، وكان من الشخصيات التي جمعت بين العلم والاعتدال، مما جعله واحدًا من أبرز رموز الفقه الوسطي في العالم الإسلامي.

الفائز في الحلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى