مسابقة ليالي الخير 6 | الحلقة 13

سعد بن معاذ: الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن

سعد بن معاذ كان سيدًا لقبيلة الأوس قبل الإسلام، وعندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى يثرب لنشر الدعوة، أسلم سعد وعمره ثلاثون عامًا. لم يتوقف عند إسلامه، بل عاد إلى قومه وأعلن عليهم مقاطعتهم إن لم يدخلوا الإسلام، فلم يبق أحد من بني عبد الأشهل إلا وأسلم، وأصبحت داره مقرًا للدعوة. كان سعد من أوائل المدافعين عن الإسلام، فهدم أصنام قومه، وآخى النبي بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح أو سعد بن أبي وقاص.

شارك سعد في غزوة بدر، وكان من أشجع الصحابة، حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك”. وفي غزوة أحد، ثبت في القتال إلى جانب النبي رغم تراجع بعض المسلمين. أما في غزوة الخندق، فقد أصيب بسهم في ذراعه من قبل أحد مشركي قريش، لكنه دعا الله أن يبقيه حتى يرى في بني قريظة ما يرضي قلبه، حيث كانوا قد خانوا العهد مع المسلمين وتحالفوا مع قريش ضدهم.

بعد الخندق، حاصر المسلمون بني قريظة، وعندما استسلموا، طلبوا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ، فجيء به وهو جريح محمولًا على حمار. بعد تفكيره في الأمر، حكم بقتل المقاتلين وسبي النساء والذراري، وهو الحكم الذي وافق حكم الله وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.

عاد سعد إلى المدينة مصابًا، فضرب له النبي قبة في المسجد ليعتني به. وعند وفاته، انفجر جرحه بالدم، فقام النبي إليه وعانقه، وبكى أبو بكر وعمر لحزنهما عليه. وعندما جاء جبريل إلى النبي، قال: “من هذا العبد الصالح الذي مات؟ تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء”.

شيّع سعد بن معاذ سبعون ألفًا من الملائكة، وهو شرف لم يُمنح لأحد قبله. وعند دفنه، قال النبي: “لقد ضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد”. ثم أفرج الله عنه، وذرفت عينا النبي حتى بلّت لحيته. توفي سعد وعمره ستة وثلاثون عامًا فقط، لكنه ترك أثرًا خالدًا في الإسلام، وكان مثالًا في الإيمان والشجاعة.

الفائز في الحلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى